ألثنائيَّةُ الثانية/1
مُشكِلةُ اللاَّمُشكِلَة...
ألزَّمَنُ اللاَّمَحسوسُ
إلى انقِضاء،
ولا مُشكِلَة؛
صِغارُ العصافير،
وصَغيرتاها،
تَنمو،
ولا مُشكِلَة:
الرِّيشةُ الدَّامِعَةُ حِبرًا
تَجني القوتَ،
وتُلَقِّنُ، بالتَّساوي،
كيفَ تُمْتَشَقُ الرِّيْشُ؛
والسُّنبلَةُ المُنحَنِيَةُ عَطاءً
تُطعِمُ،
وتُعَلِّمُ، بالتَّساوي،
كيفَ تكونُ عاطِفَةٌ،
والأمومةُ؛
ألزَّمَنُ اللاَّمَحسوسُ
إلى انقِضاء،
ولا مُشكِلَة؛
صِغارُ العصافير،
وصَغيرتاها،
نَمَت،
ولا مُشكِلَة:
جَنْيُ الصِّغارِ القوتَ،
بالجُهد، بَدأ،
وكذا تمَرُّنُ الصَّغيرتَين،
بالحُبِّ،
على أمومةٍ قادِمَة؛
تلك حياةُ كلِّ عُصفورٍ،
ذاك قَدَرُ كلِّ حياة:
مسيرةٌ نحو زوالٍ،
وما أحلَى زوالاً يؤسِّسُ لِحياة!
عُصفورُ الحُبِّ، وعُصفورتُه،
الرِّيشَةُ والسُّنبلة،
إلى زوال؛
وما همُّهما،
وعَصافيرُهما، وعُصفورَتاهما،
إلى حياة؟
ألثنائيَّةُ الثانية/2
... مُشكِلَةُ المَشاكِل
مُشكلةُ اللاَّمُشكِلَة
تلك مُشكِلَةُ المَشاكل:
فكأنَّ العصافيرَ-الأبناءَ،
كما كلُّ حَيٍّ،
ولاسيَّما الإنسان،
لا تَحيا بلا مَشاكِل!
لا مُشكِلَة؟!
كيف هذا؟
كيف حياةٌ من دون مَشاكِل؟
وما الحياةُ من دون مَشاكِل؟!
ثمَّ، الخَوفُ من مَوْتٍ،
ماذا عنه، وكيف يُحارَب؟
سألَتِ العصافيرُ؛
بالبحث عن الشُّهرة، ولَو زائفةً،
جاءَتْ إجابةُ بَعضِها!
وكيفَ السَّبيلُ إلى الشُّهرة؟
سألَتْ؛
باتِّباع الأنانيَّة الطَّبيعيَّة،
جاءَ استِنتاجُ البَعض،
ولم يَتَنَبَّهْ أنْ:
لَئِن كانَتِ الأنانيَّةُ طَبعًا،
فَلِلتَّطَبُّع وَجَبَتِ الغَلَبَةُ؛
ولَئِن كانَ الطَّبعُ خَوفًا،
فتَذليلُ الخوفِ البطولةُ؛
ولَئِن كانَ البحثُ عن الشُّهرة،
ولاسيَّما في ظلال المَوْت، مُجَرَّدَ وَهم،
فَجريمةٌ إنْ جاءَتِ الشُّهرةُ زائِفَةً،
وعلى حساب الآخَرين؛
بتَحقيق الذَّاتِ شُغِلَتِ العصافيرُ،
برَغَدٍ من عَيشٍ، ببَحثٍ عن بقاء؛
نَشِطَتْ في جَمعِ حُبَيباتٍ لِضِيق،
في تَحصيل ألقابٍ كما لِخلود،
وامتَشَقَت رِيْشَها
- وصاحِبُ الرِّيشَة في انتِشاء -
وفاتَها أنَّ طيورَ السَّماءِ، الرَّبُّ يُطعِمُها،
وأنْ ليسَ كلُّ مَن حَبَّرَ أَبدَع...
فكيفَ إنْ حَبَّرَ بغَير حِبره؟!
وأمَّا حالِمُ العصافير، صَغيرُها،
فتَفاعَلَ مع الطَّبيعة:
ما راعَهُ مَوْتٌ، ولا غَرَّتْهُ شُهرة،
تَعَوَّدَ الغَيرِيَّةَ، حاولَ الانعِتاق،
أَقدَم؛